-يا صديقتي الفوضويـة جدا، أين أجد ورقا أبيضا صالحـا للكتابة ؟
*هممم، ربمـا بين أغلفة الكتب التي اشترينـاها مؤخرا، أسفل خزانـة أحذيتي، أو هنـاك بجوار الهاتف. انتـظر ! أنت قلت صالحا للكتابة ؟
-نعـم، أريده صالحا للكتابة
*ستعود للكتـابة التي هجرتهـا من أجل أنثاك الحمقاء لسنتين و ثلاثة أشهر ؟
-صدقيني هي ليست حمقاء، أنـا قلبي أحمق الذي سقط بحب أنثى فارغـة، سأكتب لألعنهـا، لأفرغ عليهـا سخطي، لأبصق بوجه ماضيها و خياناتها
*ثم ماذا ؟
-لا شيء، سأتنفس الصعداء و سأصطحب صديقتي البلهـاء التي تقف أمامي لموعد مـا. اممم ربمـا قهوة، سينمـا، تسوق لا أعرف لك الخيـار
*هه صديقتك باتت بلهاء و أنثاك لا حمقاء، يا الله منكم أيهـا الرجال، ضعاف أنتـم أمـام شياطينكم الصغيـرة. و صديقتك يا صديقي الأحمق الصغير تتنـازل عن حضور موعدك، تعال أجلس بجواري و حادثني
-تعرفين أني لا أفضل الحديث الآن
*و أعرف أكثـر أنك حالمـا تتوسد ذراعي ستعود لطفل صغيـر غاضب و يبكي. اششش أنـا لك أنصت
-أنـا أخاف عليك من تبعات هذا الحديث، من سخط رجل لا يعرف جيدا كيف يخبئ حزنه عن عينيك، قلبك، دمعك و صوتك .
وجدتهـا أنـا، رأيتهـا أنـا بأم عيني تزرع قبلة دافئـة بذقنه. ذقن من ؟ ذقن صديقي. صديقي الذي حذرتيني منه ألفا، الذي شتمتيه أمامي طويلا ، و الذي كنت لا أصدق أنـه في نهـاية المطاف لن يتخلى عن سوئه لأجل صديقه. شتمتهـا، بصقت بوجهه و ضحكت طويلا. ركضت على الأرصفـة فقط لأني أتمنى لو أني أبتعد كثيرا عنهمـا قبل أن يسقط قناع صبري الأخيـر. سقطت بعيدا عنهمـا، صرخت و كأني أسد جريح، لا أحد من المـارة حاول أن يقـدم لي يد العون. حينهـا تمنيت لو أني أجمعهم جميعا و أحكي لهم عني، لو أن السمـاء تخبرك أن صديقك جريح و يحتـاجك ليكون قويـا، لو لو لو .. و يجهش بالبكاء
*أعـرف جيدا أن قلبك جريح، يشبهني، يهب و لا ينهب، يغني، يخبئ القصـائد و حظه بالحب بائس .
– مابك ياصغيرتي أراك على غير عادتك ، وأكاد ألمس الحزن في عينيك اللتين طالما منحتاني الفرح .
*…………..
تنهيدة عميقة
– امممم إذن حان دورك ياصغيرتي لتتوسدي ذراعي وتخبريني مابك
*منذ قليل كنت تخاف علي من سخط رجل وأنا الآن أخاف عليك من وجع أنثى ، صدقني يا صديقي لاتحتاج المرأة أن تتحدث في كل الأوقات بل تفضل أن تصمت في كثير من الأحيان لتنسى وربما يزيدها الحديث وجعا .
– أعلم ياعزيزتي أنسيتي أنني كاتب
*لا لم أنسى وربما لذلك لا أريد الحديث معك أخاف أن تحولني إلى إحدى بطلاتك
– هههههههه فكرة رائعة ، إذا لم تريدي أن تحكي لي بصفتي صديق إذن فاحكي لي بصفتي كاتب يريد أن يصنع منك بطلة روايته الجديده
*امممم
بعد موت الحكاية ، بعد ضياع الـآهة في صدري ، بعد تشدق المواجع على ملامحي ، بعد تمدد قهقهات الواقع على أحلامي البيضاء
ذهبت أطرق بابه و في ظني شيء واحد ، أنه لا يستحق أن أقابله بـعتاب يوحي بـحجم انكساري فيه و منه و معه و بعده
ذهبت أطرق بابه .. أعلن عن خبر خيانة أفعى .. ذات ليلة سوداء صدقتها و كذبتني
ذهبت أقول له بـأن الذي ليس فيه خير لـأقرب الأرواح إليه ، لن يمتد خيره لـلعابرين
ذهبت أقول له : بارك الله في ظنونك الشامخة .. كم جعلتني استكثرني عليك ، و ألتفت لـلجهة الأخرى الأكثر طبيعة ، الأكثر عذوبة ، الأكثر احتواء ، الأكثر صدق
– إذاً هي ؟
= لا لم تكن هي بـالجانب الأسوء فيك و الذي حرضك على قتلي
– تدركي حجم أنانيتي فيك ؟
= و لم تدرك حجم صدقي فيك
– أنا لا أحتمل حتى في ظل خيالي أن يتأبط ذراعك غيري
= و أنا لم أكن أحتملني مع غيرك ، صدقت في و لم تصدقني
– مثل سابقي و أكثر أحبك
= مثل سابقي و أكثر ما عدت أراني فيك
– سـأعاود التفاصيل و أخلق من ضلعي الذي يشهق بك اعتذار أعلقه على صدر المساءات
= المساءات ما عادت تنتمي إليك ، هلا رحمتها ؟
– و هلا رحمتني أنت ؟
= بـودي أن أضحك حتى تدمع عيني
– بـودي أن أبكي حتى تضحك علي المواعيد
= حتى المواعيد طالها زيفك
– ربما ، و لكني فيك أكثر واقعية ، و أكثر مصداقية
= لم يجدي هذا نفعا حينما كنت تتسرب إلى الحنايا بـدم بارد .. أجهضت أحلامي بك ، و جعلتني أسقط فيك كثيرا حد الصياح بـجنون .. يسمعه أهل الحي
– تغير صوتك ، و طفقت نبرة القسوة
= تغير كلي .. و تجرد من كلك
– ماذا علي أن أفعل حتى تنسي ، و أنا أراك امرأة من صقيع تخاطبني بـلغة الشتاء ؟
= نم كثيرا ، و سافر كثيرا ، و أخطئ كثيرا ، و أبكي كثيرا ، و توقف كثيرا ، و أمشي كثيرا ، و تعرف كثيرا ، و لا تعترف بـقليلي إذا شاهدته في أحدى الأمكنة
– الأزمنة أنت
= إذاً .. مات الوقت
ضممتها إلى صدري وتركتها لتحلم ربما بغد أجمل لتحلم بأنها قابلت رجلا لاتعرفه ووقع بحبها. رجل اسمـر، ذقنه جزء من الجنـة، عينـاه حزينـة تحمل حديثا طويلا، صوته موسيقي و ابتسـامته سماوية ، مسكينة أنت ياصديقتي في نظر الجميع أنت أنثى الثلج لكني أعرف جيدا أنك تحملين بين طيات صدرك قلب ينبض بالحب لكنه مكتوب عليه ” يمنع اللمس او الاقتراب ” خائفة انتي من جرح غائر لايندمل وعلى هذا الاساس بنيتي كل علاقاتك ، أتذكر حين سألتك يوما
– هل يمكنك أن تسامحي رجلا خانك فاجبتني
* تأكد ياصديقي .. أني قد أسرف و أبالغ و انتظر و أبكي و أهجر الكثير و اعتنق الأكثر ، و أنسى لـأتذكر ، و أتذكر لأنسى من أجل رجل ارتكب أي جرم في حقي حتى أن يرهف السمع إلى امرأة كان همها الأوحد أن تأخذه مع الوقت بعيداً عن ظلي إلا الخيانة فلن أتغاضى عنها ولو بعد ألف شتاء غافر
الآن فقط أعرف شعورك بعد مامر بي
فتحت عينيها الناعستين فضممتها أكثر إلى صدري
– شششششش نامي ياطفلتي نامي
وبين ذراعي هي حقا كطفلة ينسدل شعرها الأسود بنعومة على وجنتيها الحمراوين تحمل ملامح البراءة ، ملامح لايراها الآخرون تحت قناع القوة
الآن تأكد إلي أن الوفاء قصة أخرى ، و أن الحب لون آخر ، و أن السلام إحساس آخر .. لا يأتي إلا مع رجل تصالح مع نفسه أولا قبل أن يتصالح مع عاطفة امرأة
ومن أجلك ياعزيزتي سأنسى الماضي وسأكتب فقط للمستقبل مستقبل ربما ربما يجمعنا …
*انهضوا فـالحكايات قد تكون قطرة ماء .. أبسط بـكثير من أن تغرقنا
اترك تعليقاً